رسالة (1): منذ مدة طويلة، قالت لي أختي أنني لا أؤمن بالحب، ففكرت فيما أمر به الآن، هو ليس حبًا، أعترف. هل الإعجاب ينصف مشاعري؟ أظن ذلك..
رسالة (2): هذا العالم لم يعد
يسعني، أحس بضيق كبير، وكأن هناك يدٌ خفيّة تضغط على حافتي الكون، وأنا واقف
بينهما، في المنتصف. أجاهد في محاولة دفعهما، لا أدري من سينتصر في النهاية، ما
أعلمه أن قدماي بدأتا بالتراخي، وأني لم أعد أقوى على الصمود.. وحدك أنت من يستطيع
مساعدتي .. مدي يدك وانتشليني.
رسالة (3): رأيتك الأسبوع
الماضي مرة، مرتين، ثلاثة، ألف مرة. هذا ليس عدلًا. ألا تعلمين أني أكثر خجلًا من
قطة تتدارى عمن حولها عند قضاء حاجتها؟ بسببك وقفت عاريًا أمام نفسي، أواجه حقيقة
خجلي وحدي، حتى الكذب لم يقف في صفي حينها. أرجوك لو رأيتني من بعيد تَدارَيْ خلف
جدار، أو سارية، أو أي شيء. لكن لا تقتربي مني أكثر...
هلّا فعلتِ ذلك؟
رسالة (4): لو تعرفين كم كان
مؤلمًا أن تسوقني قدماي إلى جواركِ، وكل تلك المساحات الشاغرة تنده علي، لكني
كالأصم لم أسمع نداءها، فجلست بجانبك. ولو تعرفين كم كانت الكلمات جافة يومها. كنت
كالذي نسي مقدرته على الكلام وتذكرها فجأة، هكذا في منتصف دهشته، فأصبحت أمام خيارين،
أن أعاود النسيان وأختلق كذبة أرمم بها الجرح الذي انفتح بمجرد معرفة أنكِ
تشاركيني الوجود في مكان واحد، أو أن أقول بعض الترهات من مثل "كيف الحال؟"
و "اعذريني لم ألحظ وجودك إلا الآن". أظن أن الترهات أفضل من الصمت،
وإلا لما كنت فضلتها عليه. لا بد أنها أفضل.
رسالة (5): هل هو حضورك الأخاذ
أم غموض شخصيتك؟ هل هو الفضول أم هي فعلًا المشاعر؟ هل هناك فرق بين كل تلك
الأشياء العبثية؟ ما زالت (هل) هي المعضلة. عندما تتوقف تلك الكلمة عن الظهور
سأحظى بما أريد أو أكون قد انتهيت. هو سباق الزمن مع الكلمات إذن؟ فليكن، فلا شيء
يستحق المطاردة أكثر من الكلمات. لعلّك أنت أيضًا كلمةٌ كبيرة.
رسالة (6): أتذكرين عندما كتبت
يومًا أنني أتوق لسماع صوتك؟ بالطبع لا تذكرين، فأنا لم أطلعك على ما كتبت.
المفارقة أنني ما زلت أمتلك نفس الأمنية، وكأن كل تلك المدة لم تحتسب، أو كأن
الزمن هو الذي يريد أن يسمع صوتك لا أنا...
هلّا أسمعتِنا إياه؟
ن.ع.م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق